بعد قرابة العامين من الحرب الدامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، ومع فشل محاولات عديدة لوقف القتال، انطلقت مفاوضات الفرصة الأخيرة أمس السبت، والتي لاقت تفاعلًا وزخمًا شعبيًا كبيرًا.
تأييد شعبي كاسح لمفاوضات الفرصة الأخيرة
أطلقت لجنة المعلمين السودانيين حملة إعلامية لدعوة الأطراف المتنازعة إلى التفاوض السلمي ووقف الحرب. الحملة حظيت بدعم واسع، حيث انضم إليها أكثر من 40 حزبًا سياسيًا وهيئة نقابية ومنظمة مجتمع مدني. وفقًا لاستطلاعين على منصات التواصل الاجتماعي، فإن أكثر من 90% من المشاركين يؤيدون الضغط للاستجابة للدعوة الأمريكية للتفاوض في سويسرا منتصف أغسطس المقبل.
المبادرة الأمريكية
أعلنت قوات الدعم السريع قبول الدعوة الأمريكية بعد ساعات من تقديمها، بينما لا يزال موقف الجيش غامضًا. وزارة الخارجية السودانية أعلنت أنها تعكف على دراسة الدعوة. يعتبر كثير من السودانيين هذه المفاوضات فرصة أخيرة لوقف الدمار والتدهور الكبير الذي يعاني منه السودان منذ منتصف أبريل 2023.
خراب ودمار جراء الحرب
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، فقد نحو 19 مليون طالب وطالبة القدرة على الوصول إلى المدارس والجامعات. ورغم عودة الدراسة تدريجيًا في بعض المناطق، إلا أنها لا تزال متوقفة في المناطق ذات الثقل السكاني الأكبر مثل الخرطوم ودارفور والجزيرة، حيث توجد أكثر من 75% من المدارس والجامعات. تعرضت أكثر من نصف المدارس والجامعات في الخرطوم ومدن أخرى لتخريب كلي أو جزئي بسبب القصف الجوي والمدفعي.
السودان يواجه مجاعة وشيكة
أعلنت الأمم المتحدة قبل شهر تقريبًا أن الشعب السوداني يواجه "خطر مجاعة وشيك"، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص بالفعل من الجوع الحاد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. العاملون في مجال الإغاثة يواجهون صعوبات في التنقل ونقصًا كبيرًا في التمويل. ذكرت الأمم المتحدة في بيان أن "الوقت ينفد أمام ملايين الأشخاص في السودان الذين يواجهون خطر المجاعة الوشيك ونزحوا من أراضيهم ويعيشون تحت القصف وانقطعت عنهم المساعدات الإنسانية".